Artikel Arab



1. مقدّمة
قد عرفنا من قبل أن اللغة هي النظام الصوتي ولكن ليس مجرد أصوات تطلق من فراغ، وإنما هي رموز لأشياء وأفكار في العالم الخارجي عن اللغة، حيث يتفق كل المجتمع على أنّ أصواتا معينة تمثّل أشياء محددة سواء أكانت هذه الأشياء أحداثا وأفكارا.
اللغة لا تطلق كوجودها ولكنها تحتاج إلى علم لكي يفهمها المستمعون فهما جيدا. للغة علوم متعددة هي علم الدلالة وعلم الأصوات وعلم النحو والصرف وما إلى ذلك، وفي هذه العجالة تشرف الكاتب بأن يبحث فقط في علم الدلالة و ركز البحث في التعريف بعلم الدلالة وما حوله.

2. أسماؤه
يعتبر أن علم الدلالة في اللغة البريطانية أشهر الآن هو يسمى بكلمة "سيمانتيك" . ولعلم الدلالة اسم آخر شائع هو علم المعنى. لاحظ أنّ المرادف لعلم الدلالة هو علم المعنى، وليس علم المعاني لأن علم المعاني فرع من فروع علم البلاغة .
3. تعريفه
إن علم الدلالة كما يدل عليه اسمه هو علم يبحث في معاني الكلمات والجمل، أي في معنى اللغة. وقال حلمي خليل إنّ علم الدلالة هو العلم الذي يدرس المعنى سواء على مستوى الكلمة المفردة أو الجملة وغالبا ما تنتهي هذه الدراسة إلى وضع نظريات علمية في دراسة المعنى تختلف عادة من مدرسة لغوية إلى أخرى ، وهو أحد فروع علم اللغة النظري.

4. موضوعه
إن من موضوع علم الدلالة هو شيء يقوم بدور العلامة أو الرمز. هذه العلامات أو الرموز قد تكون علامات على الطريق وقد تكون إشارة باليد أو إيماءة بالرأس كما قد تكون كلمات وجملا.

5. علم الدلالة وعلوم اللغة
لا يمكن فصل علم الدلالة عن غيره من فروع علم اللغة. فكما تستعين علوم اللغة الأخرى بالدلالة للقيام بتحليلاتها يحتاج علم الدلالة – لأداء وظيفته – إلى الاستعانة بهذه العلوم. فلكي يحدد الشخص معنى الحدث الكلامي لا بد أن يقوم بملاحظات تشمل الجوانب الآتية :
أ- ملاحظة الجانب الصوتي الذي قديتأثر على المعنى، مثل وضع صوت مكان آخر، ومثل التنغيم والتبر. واستمع إلى قوله تعالى في سورة يوسف بعد فقد صواع الملك: قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) فلاشك أن تنغيم جملة : " قَالُوا جَزَاؤُهُ " بنغمة الاستفهام، وجملة " مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ " بنغمة التقرير سيقرب معنى الآيات إلى الأذهان، ويكشف عن مضمونها.
ب- دراسة التركيب الصرفي للكلمة وبيان المعنى الذي تؤديه صيغتها. فلا يكفي لبيان معنى " استغفر" بيان معناها المعجمي المرتبط بمادتها اللغوي ( غ ف ر ) بل لا بد أن يضم إل ذلك معنى الصيغة وهي هنا وزن ( استفعل ) او الألف أو السين أو التاء التي تدلّ على الطلب. وفي باب " معاني صيغ الزوائد " أمثلة أخرى كثيرة.
ج- مراعات الجانب النحوي، أو الوظيفة النحوية لكل كلمة داخل الجملة. ولو لم يؤدّ تغيير مكان الكلمات في الجملة (تغيير الوظيفة النحوية) إلى تغيير المعنى ما كان هناك فرق بين قولك : طارد الكلب القطّ، وطارد القط الكلب. كذلك قد تتفق كلمات الجمل المتشابهة، ولكن يكون الاختلاف في توزيع المعلومات القديمة (الموضوع) والجديدة (المحمول) مثل :
- الثعلب السريع البني كاد يقتنص الأرنب
- الثعلب البني الذي كاد يقتنص الأرنب كان سريعا
- الثعلب السريع الذي كان يقتنص الأرنب كان بنيا

د- بيان المفردة للكلمات، وهو ما يعرف باسم المعنى المعجمي
ه- دراسة التعبيرات التي لا يكشف معناها بمجرد تفسير كل كلمة من كلماتها، والتي لا يمكن ترجمتها حرفيا من غة إلى لغة، مثل البيت الأبيض في الولايات المتحدة .

6. علم الدلالة و علم الرموز
تذكر معاجم المصطلحات اللغوية أن علم الرموز semiotics/significs/semiology هو الدراسة العلمية للرموز الللغوية وغير اللغوية، باعتبارها أدوات الاتصال. ويعرفه دي سوسير بأنه العلم الذي يدرس الرموز بصفة عامة، ويعد علم اللغة أحد فروعه.
ويرى C.W. Morris و R. Carnap أنّ علم الرموز يضم الاهتمامات الثلاثة الرئيسية الآتية:
1. دراسة كيفية استخدام العلامات والرموز كوسائل اتصال في اللغة المعينة.
2. دراسة العلاقة بين الرموز وما يدل عليه أو يشير إليه.
3. دراسة الرموز في علاقاتها بعضها ببعض .

7. علم الدلالة وعلم المفردات
علم المفردات (vocabulary) هو علم الذي يدرس المفردات بما لها من صلة بمجالات محددة تتمثل فيما يلي :

أ‌- حصيلة المفردات التي يتصرف فيما أو يستخدمها المتكلم أو الكاتب أو الشاعر.
ب‌- مقدار الثروة اللفظية في لغة ما أو لهجة معينة.
ت‌- مجموعات المصطلحات التي تستخدم في دائرة علمية أو فنية محددة.
ث‌- إحصاء ومقارنة المفردات المستعملة في عدة لغات أم لهجات طبقا لحاجة المتكلمين بها.
ج‌- أنواع المعاجم المستعملة في كل لغة وطرق تصنيفها.
ح‌- حصر و إحصاء الألفاظ المقترضة من اللغات الأخرى داخل لغة معينة .

8. علم الدلالة وعلم المعاجم
علم المعاجم lexicology هو العلم الذي يبحث في معاني المعجم الواردة فيه و تطور الكلمات و تغيير معانيها وغير ذلك. وبهذا التعريف يظهر التحير بين تعريف علم الدلالة وتعريف علم المعاجم. وبهذا يقال أن موضوع علم المعاجم أضيق من موضوع علم الدلالة وعلم المعاجم مركزا إلى المعجم .

9. الوحدة الدلالية وأنواع المعنى
أطلق بعض علماء اللغة المحدثون عليها مصطلح Semantic Unit ومنهم من أطلق على sememe ، وتوجد التعريفات عنه، فمنهم من قال إنها الوحدة الصغرى للمعنى، ومنهم من قال: إنها تجمع من الملامح التمييزية، ومنهم من قال إنها أيّ امتداد من الكلام يعكس تباينا دلاليا.
وقد قسّم Nida الوحدة الدلالية إلى أربعة أقسام رئيسية هي :
أ‌- الكلمة المفردة
ب‌- أكبر من كلمة ( تركيب )
ت‌- أصغر من كلمة ( مورفيم متصل )
ث‌- أصغر من مورفيم (صوت مفرد )

وتعد الكلمات المفردة أهم الوحدات الدلالية لأنها تشكل أهم مستوى أساسى للواحدات الدلالية حتى إ عتبرها بعضهم الوحدة الدلالية الصغرى.
أمالوحدات الدلالية الاكثر شمو لية وهي المتركبة من وحدات على مستوى الكلمة فنعنى بها تلك العبارات التى لا يفهم معناهاالكلى بمجرد فهم معاني مفرداتها وضم هده المعاني بعضها إلى بعض. وفى هده الحالة يوصف المعنى بأنه تعبيري.
ويد خل تحت هده الوحدة الانواع الثلاثة الأنية:
1. التعبير
2. التركيب الموحد
3. المركب أو التركييب المركب
فمثال النوع الأول كل التعبيرات المكونات من تجمع من الكلمات يملك معاني حرفية ومعنى غير حرفي مثل التعبير العربي: ضر كفا بكف الدي يحمل المعنى "تحير" وتعبير الإنجليزي: التى تعني "يوضح" أو "يكشف".
أما التركيب الموحد فهو غير الكلمات المركبةالتى يعني بها الكلمة المكونة من مورفيم حر باالإضافة غلى مورفيم متصل أو أكثر, او المكونة من مورفيمين متصلين او أكثر. مثل pine aple
أما المركبات أو التعبير المركبة فتختلف عن التركيبات الموحدة في أن الكلمة الرئيسية فيها ما تزال تنتمي إلى نفسي مجالها الدلالي. مثل field work ومثل house-boat
وأما الجملة فيعتبر بعض اللغويين من أهم وحدات المعنى, بل ويعتبرها بعضهم أهم من الكلمة نفسها.
أما الوحدة الدلالية التى تعد أقل من كلمة فتتمثل فى المورفيم المتصل ويشمل دلك السوابق اللواحق.
أما الوحدة الدلالية التى تعد أقل من مورفيم فمثل دلالة الضمة على المتكلم والفتحة على المخاطب والكسرة على المخاطبة في الضمائر: كتبت-كتبت-كتبت.

أنواع المعنى
فرق علمآء الدلالة بين أنواع من المعنى لا بد من ملاحظتها قبل التحديد النهائى لمعانى الكلمات. ورغم اختلاف العلمآء في حصر أنواع المعنى فإننا نرى أن الأنواع الخمسة الأتية هي أهمها:
1. المعنى الأساسي أو المركزي ويسمى أحيانا المعنى التصورى أوالمفهومى أو المعنى الإدراكي,
2. المعنى الإضافى أو العرضى أو التضمنى أو الثانوى أو الهامشى, وهو المعنى يملكه اللفظ عن طريق ما يشير إليه إلى جانب معناه التصورى الخالص.
3. المعنى الأسلوبي هو دلك النوع من المعنى الدي تحمله قطعة من اللغة بالنسبة للظروف الإجتماعية لمستعملها والمنطقة الجغرافية التى ينتمى إليها, كما أنه يكشف عن مستويات أخرى مثل التخصص ودرجة العلاقة بين المتكلم والسامع ورتبة اللغة المستخدمة.
4. المعنى الحقيقي فى مقابل المعنى المجازى.
5. المعنى الوظيفى أوالجراماطيقى, وهو المعنى الدى يبين وظيفة الحرف أوالكلمة أو العبارة أو الجملة فى الكلام ككون الهمزة فى كلمة "أدخل" للتعدية .

10. الخلاصة
بعد أن بحثنا موضوع التعريف بعلم الدلالة فنريد أن نلخصه تلخيصا كما يلي:
أ‌- أن علم الدلالة له أسماء منها : semantic (في اللغة الإنجليزية والفرنيسية)، وعلم الدلالة (في اللغة العربية) ويقال أنه علم المعنى.
علم يبحث في معاني الكلمات أو الجمل وقيل أنه علم الذي يدرس عن المعنى، وكان موضوعه هو الذي يتعلق بالعلامة أوالرمز سواء أكانت إشارة أو كلمة.
ب‌- أن دراسته لا يستقلّ من موادّ أخرى لأنه جزء من علم اللغة النظري.









المراجع

1. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، (الكويت : مكتبة دار العروبة للنشر و التوزيع، 1982).
2. Taufiqurrahman, Leksikologi Bahasa Arab, (Malang, UIN Malang Press, 2008)
3. حلمي خليل، مقدمة لدراسة علم اللغة، (جامعة الإسكندرية: دار المعرفة الجامعة، 2000).
4. رشدي أحمد طعيمة، تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مناهجه وأسالبه ( الرباط : منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، 1989).
5. فايز الداية، علم الدلالة العربي النظرية والتطبيق (دمشق: دار الفكر 1996)
6. محمد علي الخولي، مدخل إلى علم اللغة، (الأردن : دار الفلاح للنشر والتوزيع ، 1993)
7. محمد غفران زين العالم, مدكرة علم الدلالة ( سورابايا : جامعة سونن أمبيل, 1997)